تتحول الفضاءات الرئسية والشوارع الكبرى في الفاتح من ماي ، ومنذ عقود ، إلى منصات للخطب ومسيرات عمالية ترفع فيها مطالب الطبقة الشغيلة من خلال شعارات ولافتات تختزل الآمال في مناخ سليم للعمل يفضي إلى تحقيق الكرامة والعدالة الاجتماعية، خاصة لفائدة الطبقة العاملة.
للسنة الثانية على التوالي، تغيب الاحتفالية بعيد الشغل عن ساحات وكبرى شوارع مدن المملكة ، على غرار بلدان عالمية عدة ، بفعل التدابير الاحترازية للتصدي لتفشي جائحة (كوفيد-19) التي لم تتوقف بعد نسأل الله اللطف ، سواء على مستوى الأرواح أو الرفع من عدد الإصابات، في ظل ظهور طفرات جديدة للفيروس، أو على مستوى الإضرار بمختلف القطاعات الإنتاجية.
لكن هذا لم يمنع من الاستعانة بالوسائط الاجتماعية للتواصل بين الشغيلة والمؤسسات النقابية التي تمثلها من جهة، وبين هذه النقابات والمؤسسات الحكومية من جهة ثانية، باعتبارها الوسيلة المتاحة لإبلاغ صوت تلك الفئة من المجتمع في هذه الظرفية الصحية الاستثنائية. فعمدت الهيئات العمالية الأكثر تمثيلية ، في عيد العمال السنوي ، إلى بث كلماتها ومطالبها عن بعد، إلى جانب مجموعة من الأنشطة والبرامج الإلكترونية المختلفة، إحياء لذكرى دون تجمعات عمالية.
الاحتفال بعيد الشغل هذه السنة لم تختلف عن طريقة تخليده السنة الماضية، بعد إعلان الحكومة ، أمس الأول الثلاثاء ، عن قرار منع جميع الاحتفالات الميدانية ذات الصلة بالعيد السنوي للعمال يوم فاتح ماي 2021، تفاديا لكل ما من شأنه خرق حالة الطوارئ الصحية.