.
في جلسة أمام مجلس الشيوخ بشأن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، اعترف قادة عسكريون في وزارة الدفاع الأمريكي بأخطاء في التقدير أدت إلى “فشل استراتيجي” في البلاد مع استحواذ حركة طالبان على السلطة في كابول دون صعوبات بعد عشرين عاما من الحرب. وأشار قائد أركان الجيوش الأمريكية الجنرال مارك ميلي إلى أن قرار سحب المستشارين العسكريين من الوحدات الأفغانية قبل ثلاث سنوات ساهم في المبالغة في تقدير إمكانات الجيش الأفغاني.
وأقر قائد أركان الجيوش الأمريكية الجنرال مارك ميلي ومسؤول القيادة الأمريكية الوسطى (سنتكوم) الجنرال كينيث ماكنزي للمرة الأولى أنهما نصحا الرئيس جو بايدن بالإبقاء على 2500 جندي في أفغانستان لتجنب انهيار نظام كابول. وأتى كلامهما خلال جلسة استماع أمام أعضاء مجلس الشيوخ حول النهاية الغير متوقعة للحرب في أفغانستان.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إن “واقعة انهيار الجيش الأفغاني الذي دربناه مع شركائنا، غالبا من دون إطلاق أي رصاصة، فاجأتنا”، مضيفا “سيكون مجافيا للحقيقة الادعاء بعكس ذلك”.
وتابع “لم ندرك مدى فساد كبار ضباطهم وانعدام كفاءتهم، لم نقدر الأضرار التي نجمت عن التغييرات الكثيرة وغير المفسرة التي قررها الرئيس أشرف غني على صعيد القيادة، لم نتوقع أن يكون للاتفاقات التي توصلت إليها طالبان مع أربعة قادة محليين بعد اتفاق الدوحة تأثير كرة الثلج، ولا أن يكون اتفاق الدوحة قد أحبط الجيش الأفغاني.
ورأى الجنرال مارك ميلي أن ما حصل شكل “فشلا استراتيجيا. فالعدو في الحكم في كابول. ولا مجال لوصف الوضع بطريقة أخرى”.
وحذر كذلك من أن خطر إعادة تشكيل صفوف تنظيم القاعدة وتنظيم “الدولة الإسلامية” في أفغانستان “إمكانية واقعية جدا”.
وفي حين يؤكد البنتاغون أنه قادر عن بعد على مواصلة الضربات عبر طائرات مسيرة ضد القاعدة وتنظيم “الدولة الإسلامية”، وفي سؤال للجنرال ماكنزي عن فرص تجنب وقوع هجوم يستهدف المصالح الأمريكية تشنه جماعات جهادية انطلاقا من أفغانستان، فرد “يجب الانتظار لنرى”.
وأشار الجنرال مارك ميلي إلى أن قرار سحب المستشارين العسكريين من الوحدات الأفغانية قبل ثلاث سنوات ساهم في المبالغة في تقدير إمكانات الجيش الأفغاني.
وقال ميلي إن بلاده “لم تجر تقييما شاملا لمعنويات القيادة وعزيمتها”، وتابع “يمكن إجراء تعداد للطائرات والشاحنات والعربات والسيارات (…) لكن لا يمكن قياس القلب البشري بواسطة آلة”.
وظهرت تباينات بين موقفي رئيس الأركان ووزير الدفاع حين سأل عضو في اللجنة عما إذا تسبب الانسحاب بـ”تضرر” سمعة الولايات المتحدة.
وجاء في رد رئيس الأركان “أعتقد أن مصداقيتنا لدى حلفائنا وشركائنا في العالم، ولدى خصومنا، تخضع لإعادة نظر بكثير من التمعن”، وأضاف “يمكن استخدام كلمة تضرر، نعم.