كشفت الانتخابات الرئاسية الفرنسية في دورتها الأولى عن تأهل كل من الرئيس إيمانويل ماكرون أولا بحصوله على 27.84 بالمئة من الأصوات وزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان التي حلت بالمركز الثاني بنيلها 23.15 بالمئة، وفق النتائج الرسمية النهائية ،فيما بات الحزبان التاريخيان اليميني والاشتراكي خارج الأضواء الإنتخابية .
ويستهل ماكرون حملته للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية بزيارة إقليم با-دو-كاليه شمال البلاد والتي عرفت تصويتا واسعا لمنافسته مارين لوبان في الدورة الأولى قبل أن يتوجه الثلاثاء إلى سترازبورغ شرقا.
ويقول عالم السياسة غاييل بروستييه في مقال افتتاحي في “سلايت”، إن “الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية تؤكد انقسام الناخبين إلى ثلاث فئات مع تشكل ثلاثة أقطاب متوازية تقريبا بحجمها النسبي”، متحدثا عن “ركائز المشهد السياسي الفرنسي الجديد”.
وفي هذا السياق، بات أكبر حزبين فرنسيين هيمنا على المشهد السياسي بأغلبيته في الجمهورية الخامسة منذ 1958، وهما الحزب الاشتراكي وحزب الجمهوريين (اليميني الديغولي)، خارج الأضواء ، حيث يواجه هذان الحزبان اللذان سيرا دفة السياسة في فرنسا حتى حوالى 2015، مشاكل مالية خانقة. ولن تسدد الدولة الفرنسية سوى جزء بسيط من نفقاتهما الانتخابية نظرا لحصولهما على ما دون 5 % من الأصوات في الدورة الأولى.
ويكشف برنار بوانيان رئيس بلدية كامبير (الغرب) سابقا الذي انتقل من الاشتراكية إلى الماكرونية في مقابلة مع صحيفة “أويست فرانس” أن “المشهد السياسي الفرنسي بات يتمحور حول ثلاث قوى سياسية، مع كتلة أولى تجمع بين الوسط اليساري والوسط اليميني يجسدها ماكرون ويسار راديكالي (بزعامة ميلانشون) ويمين متطرف (بقيادة مارين لوبن)”.
واضطر الحزب الاشتراكي لبيع مقره التاريخي في أواخر 2017 في مسعى إلى إنعاش وضعه الاقتصادي. ودعت مرشحة الجمهوريين فاليري بيكريس مناصريها لتقديم تبرعات مالية بغية إنقاذ الحزب.
ويشار الى أن نسبة المقاطعة بلغت26,31 بالمئة من الناخبين المسجلين، وهو أعلى مستوى لدورة أولى من انتخابات رئاسية بعد نسبة 28,4 بالمئة المسجلة في 2002. بحسب النتائج النهائية الصادرة عن وزارة الداخلية الإثنين.