تشهد عدد من المناطق المغربية موجة حرارية شديدة التي تتراوح ما بين 36 و48 درجة، والتي همت مدينة تاونات، سيدي قاسم، خريبكة، بني ملال، قلعة السراغنة.
وفي هذا الصدد اتصلنا بالاستاذ الجامعي محمد سعيد قروق استاذ علم المناخ بجامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء، وحاولنا طرح عليه الأسئلة التالية:
أولا- ما تعليقكم حول هذه الموجة؟ وهل هي طبيعية في الفترة الحالية؟
ثانيا- ما هي الأسباب وراء موجة الحرارة المرتفعة في السنوات الأخيرة؟
ثالثا- هل هذه الموجة التي نلاحظها مؤخرا في المغرب كانت من قبل ذلك ؟ ولماذا ؟
فكان الجواب على الشكل الآتي:
الحرارة المستقرة اليوم فوق المغرب وفي جهات اخرى كفرنسا واوروبا الغربية واسبانيا، هي موجة شاسعة استقرت في هذا المجال لأسباب مردها الى:
– اتساع مجال الحرارة والتي موطنها الأصلي فوق الصحراء الإفريقية، الا ان المجال يتسع ويصبح شاملا لجميع هاته المناطق.
ويجب التذكير بأن منذ مدة اصبحت الميزانية الطاقية للأرض مرتفعة لأسباب متعددة، وهذا ما نسميه بالتحول المناخي او بالاحترار الارضي، والنتيجة ان الحرارة تكون أكثر ارتفاعا من المعتاد، وهذا شيء طبيعي جدا لأن حرارة الأرض المتوسطة قد ارتفعت بمقدار 1.1 درجة منذ الثورة الصناعية يعني منذ 1885, وهذا المقدار يظهر على انه ضعيف، الا انه بالنسبة للأرض فهو ضخم جدا لان الطاقة التي يجب توفيرها لرفع حرارة الأرض بهذا المقدار هي ضخمة جدا، وهذا ما يجعل الحرارة الأرضية اصبحت عادية جدا بل أن ما كان يتكلم عليه العلماء منذ اكثر من 30 سنة او منذ الثمانينات، فالآن اصبح حقيقة، ومع الأسف هناك أشياء لا يمكن التصرف فيها، فعملية استقرار حرارة الأرض هو أمر صعب جداً لأنه مرتبط بالاقتصاد العالمي، ومرتبط باستعمال الطاقة ومرتبط كذلك بالانسان في علاقته بالطاقة، فنحن اليوم حبيسي هاته الطاقة ولم تستطع البشرية لحد الساعة باكتشاف او تطوير او اختراع طاقة جديدة بذيلة تقوم بنفس الوظائف التي تقوم بها الطاقة الاحفورية الكلاسيكية.
وعلى هذا الاساس فإن الحرارة لا زالت ترتفع على الارض، وبما انها ترتفع فيجب أن نترقب ان حرارة الارض ستكون مرتفعة في حالتها العادية وان اثرها سيكون معقدا لا سيما على الدورة المائية، وكذلك عن تطور المجالات الغابوية والمستوطنات الحيوانية والامراض، يعني ان المناخ الموجود عند قمة الهرم البيئي سيؤثر على كل هذه المكونات البيئية، وفي النهاية سيؤثر على الانسان الموجود عند قدم المنظومة.
وبناء عليه، فإن هذه الموجة الحرارية الموجودة حاليا، يجب ان نعتبرها عادية جداً، فهذا ينبهنا بأن في الأشهر المقبلة خلال شهر يونيو ويوليوز وغشت، من المفروض ان تكون الحرارة اعلى من هذا، لأسباب فلكية لأن الحرارة ترتفع في القسم الشمالي من الكرة الأرضية في هاته الاثناء، نحن اليوم في شهر ماي الذي وصلت فيه الدرجات الحرارية الى درجة استثنائية، معنى هذا يجب ان نتأهب لأشياء اكثر من هذا، وان نتعامل معه بواقعية وان نعتبره عاديا في الظروف البيئية الحالية.