الأحد 26/11/2023
يبدو أن “بيدرو سانشيز” رئيس الوزراء الإسباني الجديد، يغير العرف الذي دأب عليه عدد ممن قبله الرئاسة وذلك من خلال جعل بلدان أخرى في قائمة الوجهات الأولى دون المملكة المغربية بعد تشكيل الحكومة ، فقد أصبحت إسرائيل وفلسطين الوجهة الخارجية الأولى لسانشيز بعد النجاح في الانتخابات الأخيرة ضد اليمين، ليؤكد للمرة الثانية على التوالي تخليه عن عرف “الرباط كوجهة أولى”.
هذا العرف يراه مراقبون أنه مؤشر لا يعكس “تصرفا سلبيا” من زعيم الاشتراكيين بإسبانيا، بل على العكس هو بداية نهاية سياق الأزمات العميقة بين مدريد والرباط، التي تجعل الأخيرة الوجهة الأولى قصد بعث إشارات التخفيف من حدة التوتر، والدعوة إلى الحوار.
حاليا لاحظ مراقبون أن كل المؤشرات تدل ، على تقارب الرؤية بين البلدين للتعاون والتنسيق في شتى المجالات خصوصا بعد فوز الملف المشترك بين المغرب واسبانيا والبرتغال لاستضافة كأس العالم فيفا 2030 لكرة القدم.
و نقلا عن وسائل اعلام محلية أفاد عبد الحميد البجوقي، محلل سياسي في الشأن الإسباني، بأن مثل هذه “الزيارة للمغرب كوجهة أولى هو عرف سياسي في الأساس وليس قاعدة ملزمة”.
وأضاف البجوقي أن “هذا العرف بدأ في مرحلة كانت العلاقات متوترة، واستمر في سياق تسهيل هاته العلاقات حتى تنضج وتصل إلى المستويات المتقدمة التي نشهدها اليوم”.
ويعتبر المتحدث ذاته أن “هذا العرف لعب دورا حاسما في تخفيف التوتر القديم بين البلدين”، مشيرا إلى أن “تطور العلاقات ترافقه أيضا مستجدات الحرب في غزة، التي تستدعي زيارة رسمية إلى المنطقة” يعني بذلك زيارة الشرق الاوسط في ظل مايجري من حرب على مدى خمسين يوما مضت.
ويشدد المحلل السياسي ذاته على أن “سانشيز يعلم أن العلاقات مع المملكة المغربية تسير إلى مستويات جد متقدمة، وتعتبرها مدريد كما جاء على لسان ألباريس ‘أولية الأولويات’”.
ويؤكد البجوقي أننا اليوم “أمام تكسير قاعدة المملكة المغربية كوجهة أولى لرئيس الوزراء الجديد لإسبانيا؛ وقد يبقى العرف ساريا في حالات استثنائية، لكنه أصبح من اليقين أنه لم يعد بتلك الحدة السابقة التي كان عليها”. مبينا أن “ما يقوم به سانشيز لا يحمل أي إشارة إلى المغرب، وليس إلحاحا في تكسير هذا العرف؛ بل إنه تقدم على هذا المعطى بكثير عندما اعترف بالموقف المغربي من الصحراء المغربية.