الإثنين 27 نونبر 2023
حذر محمد اعريوة، طبيب متخصص في الإدارة الصحية، من “العودة إلى تراخي السنة الماضية” في تصدي لوباء ألأنفلوزا، مبرزا أن “شهر نونبر يعتبر الفترة المناسب لبداية التصدي للوباء الموسمي الذي يشكّل مرضاً خطيراً، قد تكون له تداعيّات صحية وأعراض جانبية حادة”، مؤكداً أن “هذه الأنفلونزا يمكن أن تؤدي إلى الوفاة أحياناً بالنّسبة لكبار السن والأشخاص الذين يُعانون من أمراض مُزمنة أو من هشاشة مناعيّة”.
كما وأضاف أن “هذه الأنفلونزا تكثرُ في فصل الشتاء في المغرب وفي العالم أيضاً، ولهذا يرتفع الاهتمام بها من طرف العديد من المختبرات الطبية حول العالم، مع ارتفاع التّوصيات بالحرص على أخذ اللقاح بشكل سنويVaccin antigrippale”، مشيرا أن “هذا أساسي في هذه الفترة بالتحديد، لاسيما بالنّسبة لمن يُعانون من مرض السّكري أو السّرطان أو الضّغط الدموي أو السمنة أو أمراض القلب والشرايين”.
وعن الأعراض التي تصاحبُ هذه الإصابة، أكد الطبيب المتخصص في الإدارة الصحية أن “المُصاب يتعرّض لآلام في الذّراعين والسّاقين، ويشعر بالصّداع والإرهاق، مع سيلان في الأنف وفقدان للشّهية والتهاب الحلق والسعال”، مضيفاً أن “الجسم بدوره يعرف ارتفاعاً في درجة الحرارة، مصحوباً بآلام في مختلف مناطق جسد الإنسان المصاب بهذه الأنفلونزا، خاصّة على مستوى الظّهر”.
وحثّ على ضرورة اتّخاذ كافة السّبل الوقائية المناسبة خلال هذه الفترة، خصوصاً “تجنب التّعرض للبرد بعد مغادرة فضاء درجة حرارته دافئة أو معتدلة؛ وأيضاً عدم الاقتراب كثيرا من الأشخاص المصابين، لكون المرض معديا، وتفادي مشاركة المصاب الأدوات التي يستعملها”، مؤكدا أيضا ضرورة “شرب الماء بكثرة، شريطة ألا يكون بارداً، وتجنب رذاذ الآخرين حين يعطسون في هذه الفترة بالتحديد”.
وتحدث الطيب حمضي طبيب وباحث في النظم الصحية، على أن“التحسيس بخطورة الأنفلونزا الموسمية يكتسي أهمية كبيرة خلال الوقت الحالي، نظراً لكونها الفترة المرشحة لتسجيل ارتفاع أكبر للإصابات”، موضحا أن “انتقال هذه الأنفلونزا اتضح مرارا أنه يتم بين الأطفال، نظرا لكون المدارس تعدّ ناقلا رئيسيا للفيروس داخل المجتمع؛ التلاميذ ينقلونه للعائلات، وهو ما يشكل خطورة على أفراد ضمن العائلة”.
والنصيحة التي يقدمها المصدر المختص هي “يقبل كل المغاربة على التلقيح، لكونه يعزز المناعة الطبيعية والمكتسبة، ويحتوي على محفزات طبيعية وغير ضارة نهائيا”، مشيرا إلى أن “الأطباء هم أول شريحة يجب أن تتلقى اللقاح، لكون هذه الفئة من الممكن أن تنقل العدوى للمرضى”، وزاد: “المرأة الحامل أيضاً تلقيحها منصوحٌ به وبشدّة، لكون هذه الأنفلونزا تهدد صحة الأم والجنين معاً، وقد تؤدي إلى الولادة المبكرة وأحيانا إلى الإجهاض”.
يشار إلى أن كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب وجهت سابقاً مراسلة رسمية إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية تدعوه إلى “تأهيل الصيدليات والاستعانة بها لتلقيح المواطنين ضد الأنفلونزا الموسمية، كإجراء تعزيزي وتحسبي لأي تجاوز تعرفه الظرفية الوبائية الخاصة بهذا الفيروس”، مؤكدة أن “إشراك قطاع الصيدلة في العملية يندرج ضمن المقاربة الاستباقية المطلوبة واليقظة الضرورية لحماية الأمن الصحي للبلاد.
ولقد عانت عديد من دول العالم من هذا الوباء الموسمي وخاصتا في قارتنا الإفريقية ورغم الجهود المبدولة تبقى الوقاية الإستباقية الحل الناجع والأفضل دائما للخروج بأقل الخسائر