التلاتاء11/28/2023
عبر “أحمد التوفيق”، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب في حوار له اليوم “التلاتاء” عن رفضه لبناء مساجد بصورة تتجاوز حاجيات السكان، قائلا إن هذه المسألة “لديها ضوابط معمارية حضرية، وضوابط شرعية”، مشيرا إلى أن السُّنة تَنهى عن مساجد الضرار، بمعنى أن تكون المساجد قريبة من بعضها”.
الموقف الذي عبّرت عنه وزارة الشؤون الإسلامية جاء ردا على مستشار برلماني، دعا إلى توفير مزيد من المساجد في عدد من الأحياء التي لا تتوفر عليها، فقال أن صرح بأن “المغاربة يسمّون المسجد جامعا؛ لأن الأهم هو الجماعة وليس البناية، أي أن تكون الجماعة موزعة بشكل متناسق وألا يكون هناك تضارب”، مردفا: “يْكون مسجد قريب لمسجد مخدّامش”.
وأكد معاني الوزير بإعداد دليل مرجع ومعايير تعميرية خاصة بالمساجد، يتم اعتمادها في إعداد وثائق التعمير لتلبية حاجيات السكان من المساجد بالمناطق التي تُفتح للتعمير.
وأضاف في تصريحاته، أن المعايير الجديدة لبناء المساجد تحدد البقعة الأرضية اللازمة للمسجد، تماشيا مع الكثافة السكانية، بهدف استيعاب الرواد من المصلين.
إضافة إلى ذلك، تحدد المعايير التي وضعتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بشراكة مع السلطة الحكومية المعنية بالتعمير تموقُع المساجد بشكل يعطيها مكانة مركزية ومهيكلة داخل الحي، حتى تكون المسافة الدنيا للوصول إلى أقرب مسجد للصلوات الخمس في حدود 300 متر والمسافة القصوى لأقرب مسجد جامع في حدود 600 متر.
وعملت الوزارة، كذلك، في إطار رؤيتها للمساجد 2022- 2026، على إعداد تخطيط جديد للعرض للمساجد يعزز دورها وفق خريطة وطنية للأماكن المخصصة لإقامة الشعائر تلبي حاجيات سكان المناطق المفتوحة للتعمير من المساجد، وكذلك كيفية إحداث وتوطين البنيات المسجدية بالعالم القروي، يقول الوزير
ولفت إلى أن الوزارة “تحرص على مراقبة مدى احترام هذه المعايير في مشاريع تصاميم التهيئة والتنمية المجالية الجديدة للمدن والمراكز القروية والحضرية، التي تُعرض عليها لإبداء الرأي”، مشيرا إلى أن المراقبة همت 24 مشروعا بين 2021 و2022.
وتابع التوفيق أن المعايير الجديدة لإدماج المساجد في التخطيط العمراني تواجه مقاومة؛ وهو ما عبر عنه بقوله: “قاعدة المساجد أصبحت مرقمة، ونتحكم في هذا الأمر بكيفية واضحة؛ ولكن التعامل مع الطلب والناس يقتضي تمرينا، لأن هناك مقاومة لهذه الضوابط”.
من جهة ثانية، أفاد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بأن عدد المغاربة المسجلين في برنامج محو الأمية في المساجد، منذ انطلاقه منذ سنة 2000 إلى 2023، بلغ أزيد من 4 ملايين ونصف المليون مستفيد، منهم 1 مليون و875 ألفا في العالم القروي، بنسبة تفوق 42 في المائة.
ويبلغ عدد المساجد التي تحتضن دروس محاربة الأمية في العالم القروي، وفق المعطيات التي قدمها التوفيق، 3 آلاف و391 مسجدا؛ بينما بلغ عدد المستفيدين بالعالم القروي خلال الموسم الدراسي 2022-2023 ما مجموعه 137 ألفا و592 مستفيدا من الذكور والإناث، بنسبة 47 في المائة من مجموع المسجلين، 120 ألفا و130 منهم إناث، مقابل 17 ألفا و462 ذكور.
وبلغت الاعتمادات المالية السنوية المخصصة لبرنامج محو الأمية في المساجد، خلال سنة 2023، ما يناهز 180 مليون درهم، خصص منها 84.5 ملايين درهم للعالم القروي.