الأحد24/12/2023
استطاعت ساحة جامع الفنا، المدرجة ضمن التراث الثقافي اللامادي لليونسكو منذ 2008 والتراث العالمي منذ 1985، استعادة حيويتها ونشاطها المعهودين على مدار السنة في ظرف قياسي، بعد تأثر المدينة الحمراء بزلزال الثامن من شتنبر الماضي الذي ضرب إقليم الحوز وعددا من المناطق بالمملكة، وهو ما يتجسد من خلال الحركية الدؤوبة التي تعرفها الساحة طيلة اليوم صباحا ومساء حيث تعج بالزوار من مختلف المشارب والأعمار الباحثين عن اقتناص لحظات ممتعة وسط هذا الفضاء الأسطوري.
وتعتبر هذه الفترة الممتدة من الأسبوع الثالث من شهر دجنبر إلى غاية الأسبوع الأول من يناير، من بين فترات الذروة من ناحية مستوى إقبال السياح الأجانب والمغاربة على المدينة الحمراء، قاسمهم المشترك قضاء أوقات ممتعة خاصة بساحة جامع الفنا وسط أهازيج ورقصات وموسيقى متنوعة تمثل ألوان فنية عدة منها “الروايس” و”عيساوة” والطرب الشعبي و”الغيوان”، فضلا عن مساهمة الحكواتيين في تنشيط هذا الفضاء المؤثث بمطاعم مفتوحة تقدم أشهر وأشهى الأكلات المغربية التي يهيم المتذوق بين طعمها ونكهاتها المتفردة.
وتعتبر ساحة جامع الفنا من المعالم التاريخية والحضارية المتميزة على الصعيد الوطني وعنوانا لإشعاع الوجهة السياحية الأولى بالمملكة التي أضحت خلال السنوات الأخيرة الوجهة السياحية العالمية المفضلة للعديد من الشخصيات العالمية المرموقة من عوالم المال والأعمال والرياضة والثقافة والفن وغيرها، لقضاء عطلة رأس السنة وسط أجواء من الفرجة التي تملأ فضاءات هذه الساحة التي تعكس غنى وتنوع التراث الثقافي والفني والحضاري للمملكة.
وتستهوي ساحة جامع الفنا بالمدينة القديمة لمراكش بصخبها المعهود الذي تزداد وتيرته كلما دنت الشمس من الغروب، الزائرين لاكتشاف والاستمتاع بما ي قدم بها من عروض شيقة من الفرجة ينتقل عبرها السائح من “حلقة” إلى أخرى ومن نوع فرجوي إلى آخر (ترويض الأفاعي والقردة وفن الحكي، الفلكور)، مما يبرز الدور الذي اضطلعت به هذه الساحة عبر العصور، في حماية والحفاظ على التراث اللامادي والشفوي الغني والمتفرد للمملكة والذي يحمل في طياته أسمى صور التعايش السائد بين مختلف مكونات الشعب المغربي