الأحد 23/12/2023
قالت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري إن تحليل طبيعة وعدد الشكايات التي توصلت بها خلال سنة 2022 أظهر تطورا هاما للتفاعلات بين هيئة التقنين والمواطنين المغاربة، موضحة أنه علاوة على الطلبات العديدة للحصول على المعلومات، تلقت شكايات تتعلق بمواضيع متنوعة ذات صلة بالتقنين وتهم أصناف مختلفة من البرامج السمعية البصرية: برامج النقاش، ربورتاجات، أعمال تخييلية وإعلانات وغيرها.
وتمحورت الشكايات التي تلقاها المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري سنة 2022 حول مواضيع متنوعة، حيث أعرب المواطنون مستخدمو وسائل الإعلام السمعية والبصرية عن انشغالاتهم في ما يتعلق بحماية الكرامة الإنسانية وحماية الجمهور الناشئ ونزاهة وتوازن الخبر والاتصال الإشهاري، وكذا المعالجة الإعلامية للقضايا ذات الصلة بالصحة.
وتوصلت هيئة التقنين بما مجموعه 280 شكاية سنة 2022 مقابل 173 شكاية سنة 2021، أي بارتفاع يقدر بنسبة 61.85 بالمائة، وهو “ما يدل على انخراط مواطن متنام في التتبع النقدي للعرض السمعي البصري الوطني، وتملك لثقافة التقنين، ويقظة أكبر فيما يتعلق بمساءلة وسائل الإعلام”، كما تؤكد الهيئة في بلاغ لها حول التقرير السنوي المنجز.
وأكدت أن هذا التطور يعكس وعيا جماعيا متزايدا إزاء الإسهام الخاص للتقنين المستقل للمضامين الإعلامية في مجال ضمان احترام الإذاعات والقنوات التلفزية، العمومية والخاصة، في الآن ذاته، للمقتضيات القانونية المؤطرة للاتصال السمعي البصري وللقيم الديمقراطية ذات الصلة بالمبادئ الدستورية للتعددية والتنوع والحقوق الإنسانية.
وفي ما يتعلق بمآل معالجة الشكايات، تم حفظ عدد منها ولم يترتب عنها اتخاذ أي قرار زجري، وذلك تطبيقا أساسا لمبدأ صون الحرية التحريرية لمقدمي الخدمات السمعية البصرية وحرية الإبداع لمؤلفي الأعمال التخييلية.
في المقابل، تم رفض عدد من الشكايات لأنها لا تندرج ضمن نطاق اختصاص الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري.
وأشارت إلى أن غالبية هذه الشكايات تتعلق بمحتويات رقمية متداولة على شبكات التواصل الاجتماعي أو المواقع الإخبارية الإلكترونية، معتبرة أن انتشار الإخلال بالأخلاقيات في الفضاء الرقمي وكذا أهمية الفيديو ضمن العرض الخاص بمحتوى المنصات الرقمية قد أديا إلى إحداث خلط في ذهن شريحة معينة من الجمهور بين شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام السمعية البصرية المهنية.