الأحد 14/1/2024
يعاني عدد من الأطفال خلال هذه الفترة من انتفاخ الغدد اللعابية على أحد الجانين أو كلاهما، نتيجة للإصابة بفيروس يسمى “النكاف”، وهو مرض معدي يصيب الأطفال في جميع الفئات العمرية وله مضاعفات وأعراض خطيرة. فما هو هذا المرض؟ وأين تكمن خطورته؟ وكيف يمكن الوقاية منه؟
“النكاف” هو مرض فيروسي يصيب الغدد النكفية وهي واحدة من ثلاثة أزواج من الغدد “اللعابية” المنتجة للعاب، وتقع تحت وأمام الأذنين. ويمكن أن يُسبب تورمهما الألم عند اللمس.
يشرح الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، أنه من أهم الأعراض التي يسببها هذا الفيروس هي انتفاخ الغدد اللعابية على أحد الجانين أو كلاهما، والحمى، والصداع، بالإضافة إلى الإحساس بالتعب وفقدان الشهية، بالإضافة إلى الألم أثناء المضغ أو البلع.
وأضاف حمضي، في أن 90 في المائة من الأشخاص الذين يصلون لسن البلوغ يكونون قد أصيبوا بالنكاف في صغر سنهم، غير أن الدول التي تعمم التلقيح ضد هذا المرض في صفوف مواطنيها لا تعرف حالات كثيرة، وباتت تسجل حالات إصابة عند كبار السن الذين لم يسبق لهم التلقيح ضد هذا الفيروس في مرحلة الطفولة.
ويوضح أن 30 في المائة من الأطفال الذين يصابون بهذا الفيروس لا تظهر عليهم أعراض الإصابة، بينما أن 70 في المائة من المصابين به تظهر عليهم هذه الاعراض، مؤكدا أن مدة الإصابات بهذا المرض قد تصل إلى عشرة أيام أو أكثر، إذا لم يتسبب في مضاعفات خطيرة كالتهاب الخصيتين أو دمور إحداهما، فضلا عن التهاب السحايا الفيروسية، أو انتقاله لدماغ الانسان.
وأكد أن الفيروس يمكن أن ينتقل للمرأة الحامل في أشهرها الأولى، عن طريق العدوى، غير أنه لن يسبب لها مضاعفات خطيرة.
في هذا الصدد، أفاد الدكتور سعيد عفيف، طبيب أطفال ورئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية والفدرالية الوطنية للصحة، أن المستشفيات ومراكز علاج الأطفال تستقبل خلال هذا العام الآلاف من حالات الإصابة بمرض النكاف، نتيجة لانتشار العدوى بين الأطفال بكثرة.
ونبه عفيف، لخطورة هذا الفيروس، موصيا الآباء والأمهات بأخذ الحيطة والحذر منه، بحيث يمكن أن يسبب هذا الفيروس أعراضا خطيرة إذا تطور ولم يتم علاجه بالشكل الصحيح، مما يجعله شديد الخطورة وينتقل وسريع الانتشار بين الأطفال.
يعتبر الطيب حمضي أن طريقة العلاج تتمثل في أخذ قسط من الراحة وشرب الماء وأخد الأدوية المناسبة لعلاج الحمى والأعراض المشابهة.
في ما يرى سعيد عفيف أن السبيل الوحيد للقضاء على هذا الفيروس هو تطعيم الأطفال بعد 12 شهرا، لافتا إلى أن اللقاح المضاد لهذا الفيروس غير متوفر بالمستشفيات العمومية لأنه لا يدخل في البرنامج الوطني للتلقيح، غير أنه متوفر في القطاع الخاص.