التلاثاء 16/1/2024
في ظاهر لا تحدث الا نادرا فتاة من مدينة الحسيمة، ذات 15 ربيعا، تكتشف أنها تعاني من حالة طبية نادرة تسمى علميا “الانعكاس الجذعي الكلي، حيث يوجد القلب يمين الصدر فوق الطحال والمعدة، بينما على جهة اليسار يوجد القسم الأكبر من الرئة فوق الكبد والزائدة الدودية.
هي حالة نادرة قد تتكرر في واحد من كل 10 آلاف شخص، إذ تقع الأحشاء في وضع معكوس بين جهتي اليمين واليسار للجسد، دون أن يكون لذلك تأثير على وظائف الأعضاء الحيوية في الغالب.
آلام في البطن دفعت الطفلة للتوجه إلى طبيبة رفقة والديها لتشخيص السبب الذي لم يكن سوى التهاب الزائدة الدودية، وأثناء الفحص اكتشفت الطبيبة المعالجة أن الفتاة هي حالة نادرة تسمى طبيا أيضا “انقلاب وضع الأحشاء”، وقد تشمل كافة الأحشاء في الصدر والبطن، وقد تكون جزئية تشمل بعض الأعضاء فقط.
وأشارت الطبيبة المعالجة فتيحة الغدوري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، التي أكدت الحالة من خلال فحص ثان لدى طبيب آخر، أن انقلاب وضع الأحشاء (Situs inversus)، هي حالة خلقية نادرة جدا يكون فيها وضع الأعضاء الداخلية الرئيسة معكوسا مقارنة بموقعها الطبيعي، فيصبح القلب والطحال والمعدة في الجهة اليمنى، بينما يوجد الكبد والمرارة في الجهة اليسرى، مضيفة أن الانقلاب قد يشمل أيضا الأعضاء الموجودة في الصدر والبطن كالرئتين والأمعاء والأوعية الدموية الكبرى.
وتابعت الدكتورة أن هذه الحالة هي نادرة الحدوث بنسبة تصل إلى 0,01 في المائة، وتنقسم إلى نوعين، الأولى تسمى “انقلاب وضع الأحشاء الكلي” أو “الانقلاب الجذعي الكلي”، حيث تكون كل الأعضاء الداخلية معكوسة الموضع، بما فيها القلب، ونسبة قليلة من هؤلاء يعانون من تشوهات خلقية في القلب والشرايين، بينما يعتبر انعكاس الأوعية الدموية الكبير “شائعا في هذه الحالية.
وتابعت بأن الحالة الثانية تكون جزئية، حيث يبقى القلب في الجانب الأيسر مع انقلاب جميع الأعضاء الأخرى وتسمى هذه الحالة “انقلاب مع أيسرية القلب”، وهي حالة نادرة جدا تصيب واحدا من كل مليوني شخص، وقد تكون مصحوبة بأمراض خلقية في القلب بنسبة كبيرة، موضحة أن مصدر هذه الحالة وراثي بسبب جينات متنحية منقولة من الأب أو الأم.
وأبرزت أن غياب التشوهات الخلقية في الأعضاء يجعل حياة المعنيين طبيعية دون أية مشاكل صحية ما يجعل اكتشاف هذه الحالات يكون في الغالب عن طريق الصدفة خلال قيام الطبيب بقياس نبضات القلب، إذ يفاجأ بالدقات منبعثة من جهة اليمين، قبل التأكد من الموضع القلب باستعمال الفحص بالصدى أو أجهزة أكثر تطورا (سكانير، الرنين).