الأربعاء 17/1/2024
لكأس أمم إفريقيا حكاية مع المدرب وليد الركراكي، الذي يقود المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، في نهائيات “كان الكوت ديفوار”، متسلحا بخبرته وتجربته في المنافسات الإفريقية، إذ أنه خبر ظروف إجراء المباريات وصعوبتها في “أدغال” القارة منذ 22 سنة، وبالضبط من أن كان لاعبا في تشكيلة الأسود، ثم مساعدا مدربا، وأيضا حين كان مدربا للفتح الرياضي في كأس الكونفدرالية، ثم الوداد الرياضي في دوري الأبطال.
يعرف وليد الركراكي، مدرب المنتخب المغربي لكرة القدم، جيدا، أجواء المنافسات الإفريقية، فقد سبق له أن عاشها وخبرها جيدا حين كان لاعبا للمنتخب الوطني، وبالضبط منذ سنة 2001، تحت قيادة المدرب البرتغالي هومبيرتو كويلهو الذي كان أول من وجه له الدعوة للانضمام إلى الأسود سنة 2001.
في هذا السياق، نستعرض مسار الناخب الوطني وليد الركراكي في المنافسات الإفريقية مع المنتخب الوطني الأول، لاعبا ومدربا، ومع الفتح الرياضي ثم الوداد الرياضي.
خبر الركراكي أجواء المنافسات الإفريقية، أول مرة، في 28 يناير 2001، حين شارك مع الأسود في مباراة أمام المنتخب المصري في القاهرة، برسم التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم “مونديال 2002″، تحت قيادة المدرب البرتغالي هومبيرتو كويلو، وانتهت بالتعادل صفر لمثله، ليوقع، حينها على شهادة ميلاده مع الكرة المغربية.
الركراكي “يمين الصورة” إلى جانب اللاعبين عبد السلام وادو ويوسف المختاري في نهائيات كأس إفريقيا 2004. أ.ف.ب
وبعد رحيل هومبيرتو كويلو، عقب الفشل في التأهل لمونديال 2002، ومجيء الزاكي بادو، صار الركراكي واحدا من أبرز لاعبي “الأسود”، وحظي بثقته للمشاركة في نهائيات كأس إفريقيا 2004 في تونس، حيث كان أحد أبرز المساهمين في التأهل إلى المباراة النهائية.
كما شارك الركراكي مع الأسود، تحت قيادة المدرب امحمد فاخر، في نهائيات كأس إفريقيا لسنة 2006 في مصر، حيث أقصيت النخبة الوطنية من الدور الأول، وظل حضوره ثابتا مع النخبة الوطنية إلى غاية سنة 2010، بعد الفشل في التأهل لنهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا تحت قيادة المدرب السابق روجي لومير.
في أول تجربة تدريببة له، انضم الركراكي إلى الطاقم التقني للمنتخب الوطني سنة 2012، حيث عمل مساعدا للناخب الوطني السابق رشيد الطاوسي، ليواصل اكتشاف الأجواء القارية، من خلال المشاركة في نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2013 التي أقيمت في جنوب إفريقيا، حيث أقصيت النخبة الوطنية من الدور الأول بعد التعادل ضد أنغولا (0-0)، والرأس الأخضر (1-1)، وجنوب إفريقيا
تجربة جديدة للركراكي في المنافسات القارية، هذه المرة مع الفتح الرياضي، إذ قاد الفريق إلى دور نصف النهائي مرتين، سنتي 2016 و2017.
هذه التجربة مع الفتح الرياضي، سمحت للركراكي باكتشاف جيدا، الإكراهات والصعوبات التي تواجهها الأندية المغربية في “الأدغال” الإفريقية، وبالتالي راكم رصيدا معرفيا غنيا حول الكرة الإفريقية، هذا الرصيد سمح له بقيادة الوداد الرياضي، بخطوات ثابتة نحو التتويج بدوري أبطال إفريقيا عن جدارة واستحقاق سنة 2021 على حساب الأهلي المصري.
سبق لوليد الركراكي أن كشف معرفته بالأجواء الإفريقية، وقال إنه خلال كان الكوت ديفوار 2023، لا يعد بظهور المنتخب الوطني بالمستوى نفسه الذي ظهر به في نهائيات كأس العالم “مونديال قطر”، بداعي أن المباريات في إفريقيا لها طابعها الخاص، وتحتاج تعاملا مغايرا عن المباريات المونديالية.
وتابع الركراكي أنه في المباريات الإفريقية الودية، يفضل أن ينهزم، حتى تظهر له نقاط ضعف الأسود، على أن يفوز ولا يصلح ما يجب إصلاحه، مبرزا: “المباريات في إفريقيا تحتاج تعاملا خاصا، هناك ظروف خاصة تحتاج لاعبين بجاهزية عالية وتنافسية كبيرة”.