السبت 27/1/2024
بُنِيَ قصر تاج محل بمدينة أغرة، عاصمة إمبراطورية المغول الإسلامية في العصور الوسطى قديما، وعاصمة ولاية أوتار برادش حديثا، جنوب العاصمة الهندية نيودلهي، والتي تبعد عنها بحوالي 200 كيلومتر.
تبلغ مساحته 170 ألف متر مربع، ويتكون من مسجد ومضافة والعديد من المباني الأخرى، إضافة إلى الضريح الرئيسي الذي يعتبر سبب بناء هذا الصرح الكبير.
التسمية
يذهب بعض المؤرخين إلى أن اسم “تاج محل” هو اختصار لاسم الأميرة “ممتاز محل”، في حين يعتقد آخرون أن سكان مدينة أغرة لقبوا الإمبراطورة المتوفية بـ”تاج محل”. وفي كل الأحوال، فقد بني لتخليد ذكراها.
في القرن الـ17 الميلادي تولى شهاب الدين محمد خرام عرش المغول في الهند، وقبل توليه هذا المنصب، كان قد خطب الأميرة محل ممتاز عام 1607، ولكن لم يُسمح لهما بالزواج حتى عام 1612. وما إن جلس على العرش حتى اختارها إمبراطورة للمغول، مطلقا عليها لقب “مليكة جهان” أي “ملكة العالم” أو “ملكة العصر”.
كانت مستشارة له في شؤون الحكم والسياسة، إذ وثق بها كثيرا لدرجة منحها ختمه الإمبراطوري وتصديقها على القرارات والمراسيم التي تهم شؤون الإمبراطورية داخليا وخارجيا. كما اصطحبها معه في جميع حملاته العسكرية ورحلاته، وأنجبت له 14 ولدا (8 أبناء و6 بنات) توفي 7 منهم في سن مبكرة.
ويقول المؤرخون إنه جمعهما حب حقيقي، وهو ما كان غير مألوف بالنسبة للهند في الوقت الذي كانت تتم فيه الزواج عادة لتوريث السلالات. وبعد وفاتها عام 1931، حزن الإمبراطور المغولي كثيرا على فراقها، فاعتزل الناس عاما كاملا، وغزا الشيب شعره، وتأثرت صحته من كثرة الحزن والألم الذي اعتصره. وما إن خرج من عزلته، حتى أمر بنقل جثمانها إلى مدينة أغرة عام 1632، وأصدر أمرا ببناء ضريح يضم رفاتها يكون تحفة معمارية يتحدث عنها التاريخ.
انطلق بناء القصر عام 1632، وقد استقدم الإمبراطور مهندسين وبنائين وحرفيين من دول عديدة إسلامية وأوروبية، وجلب 40 نوعا من الأحجار الكريمة لتوضع به. وشارك في البناء أكثر من 20 ألف حرفي وعامل، وتعددت الروايات عن المهندسين والمعماريين الرئيسيين للقصر.
وعندما اكتمل البناء عام 1653 نقل رفات الإمبراطورة إليه. ويروى أن شاه جهان كان ينوي في الأصل بناء ضريح آخر عبر النهر يضم رفاته، يكون متصلا بتاج محل بواسطة جسر، لكن ابنه أورنغزيب خلعه من الحكم بعد مرضه وصراع أبنائه الأربعة على خلافته عام 1658، وفرض عليه الإقامة الجبرية في قلعة أغرة إلى حين وفاته سنة 1666، ثم دفن بجانب ضريح زوجته.