الإثنين 5/2/2024
خلد المجتمع الدولي البارحة أمس “الأحد” اليوم العالمي للسرطان، والذي يعد مناسبة لزيادة الوعي بأهمية الوقاية من هذا المرض وزيادة الوعي الفردي والجماعي والوقاية
حذرت منظمة الصحة العالمية من أن معدلات الإصابة بالسرطان في العالم قد ترتفع بنسبة 60 في المائة على مدار العشرين عاما المقبلة ما لم يتم تعزيز العناية بالسرطان في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
وتشير توقعات منظمة الصحة العالمية إلى أن أغلب الدول العربية ستشهد بحلول سنة 2030 عبئا كبيرا بسبب الزيادة في الإصابة بالسرطان، وذلك في وقت يعد فيه هذا المرض أحد أكثر الأمراض التي لا يمكن التنبؤ بها في العصر الحالي.
أكد الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، أنه يتم، كل يوم، تشخيص حوالي 140 حالة إصابة بالسرطان في المغرب، أي أكثر من خمسين ألف حالة سرطان جديدة كل عام.
وأبرز حمضي، أن مايتعلق بوضعية مرض السرطان في المغرب والإجراءات الكفيلة بمحاربته، أن السرطان يعد ثاني سبب رئيسي للوفاة في البلاد بعد أمراض القلب والشرايين، مشيرا إلى أن المغرب سجل حوالي 30 ألف حالة في عام 2004، فيما احتل السرطان في عام 2000 المركز السابع بين الأمراض في المغرب، وانتقل في سنة 2016 إلى المركز الرابع. وينتج السرطان عن عدة عوامل، تتعلق عادة بتفاعل بين العوامل الوراثية والغذائية والسلوكية والبيئية.
وفي ما يتعلق بأسباب ارتفاع أرقام الإصابة بمرض السرطان، أوضح الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية أن السبب لا يرجع فقط إلى تزايد النمو الديمغرافي، بل أيضا لأسباب أخرى؛ على رأسها سهولة الوصول المتزايد إلى فحوصات الكشف عن السرطان وتشخيصه منذ اعتماد الخطة الوطنية لمكافحة السرطان، بالإضافة إلى شيخوخة السكان، وزيادة الوزن، والنظام الغذائي غير المتوازن (إغفال تناول الفواكه والخضروات)، فضلا عن التدخين والكحول وبعض الأمراض المعدية.
وحول أكثر أنواع السرطانات شيوعا في المغرب، أبرز حمضي أنه بالنسبة للرجال يعد سرطان الرئة (25,6%) وسرطان البروستاتا (13,6%) والمثانة (5,4%) من أكثر السرطانات شيوعا، فيما تعاني النساء على وجه الخصوص من سرطان الثدي (38,1%) والغدة الدرقية (11,3%) وعنق الرحم (8,1%) والقولون (6,9%) والمبايض (4%).
وأظهر مسح أُجري سنة 2017، يضيف حمضي، أن 11,7 في المائة من المغاربة الذين تبلغ أعمارهم 18 عاما فأكثر مدخنون، و21,1 في المائة لديهم مستوى غير كافٍ من النشاط البدني، و53 في المائة يعانون من زيادة الوزن، و20 في المائة يعانون من السمنة.
وتفيد المعطيات المتعلقة بمرض السرطان على الصعيد العالمي، بأن “واحدة من كل 6 وفيات في جميع أنحاء العالم تحدث بسبب السرطان؛ واحدة من كل خمسة منها تسجل في صفوف الرجال وواحدة من كل 6 نساء سيصابون بالسرطان خلال حياتهم، فيما يموت واحد من كل ثمانية رجال وواحدة من كل 11 امرأة بسبب السرطان”، يقول حمضي.
وأبرز أنه يمكن تجنب أكثر من ثلث حالات السرطان، ويمكن علاج ثلث آخر إذا تم اكتشافه في الوقت المناسب ومعالجته بشكل جيد.