الأربعاء 14/2/2024
اطلق بنك المغرب منذ عدة سنوات خدمة الأداء عبر الهاتف (M-wallet) التي خصص لها دليلا شاملا يظهر مزاياها وكيفية الاستفادة منها. إلا أن الأرقام الأخيرة الصادرة عن البنك المركزي لا تظهر اهتماما كبيرا من طرف المغاربة بطريقة الأداء هذه.
حسب بيانات بنك المغرب، بلغ عدد المعاملات التي أنجزتها المحافظ الإلكترونية سنة 2022 حوالي 8 ملايين عملية، بقيمة إجمالية قدرها 1,7 مليار درهم، وهي أرقام لا ترقى إلى مستوى التطلعات، وفق ما أكده والي بنك المغرب اللطيف الجواهري، في وقت سابق.
يعرف بنك المغرب الأداء عبر الهاتف المحمول “المحفظة الإلكترونية” بأنه وسيلة أداء على شكل تطبيق يتم تحميله على الهاتف المحمول، ويكون إصداره مرتبطا بحساب أداء لدى مؤسسة أداء، أو بحساب بنكي لدى مؤسسة بنكية.
وتمكن المحفظة الإلكترونية صاحبها من إنجاز مجموعة من عمليات الأداء بصفة آنية، ومؤمنة مع قابلية التشغيل المتبادل، أي بغض النظر عن المؤسسة التي فتح فيها المستفيد حسابه.
كما تمكن هذه التقنية من تحويل مبالغ مالية من شخص إلى آخر بإدخال رقم هاتف المرسل إليه فقط، والأداء مجانا لدى التجار المعتمدين، الذي يمكن التعرف عليهم بفضل علامة “ماروك باي”، وأداء فواتير الماء والكهرباء وضريبة السيارات والضريبة والهاتف، فضلا عن تعبئة الهاتف، والسحب من وكالات المؤسسة أو من الشبابيك الأوتوماتيكية البنكية.
وللحصول على المحفظة الإلكترونية، يكفي التوجه إلى أية مؤسسة أداء أو بنك للقيام مجانا، بفتح حساب بنكي أو للأداء، سيستند إليه إصدار المحفظة الإلكترونية، وبعد فتح الحساب البنكي أو حساب الأداء، يجب تحميل تطبيق المحفظة الإلكترونية الخاص بالمؤسسة المختارة.
ويوجد 3 أنواع من حسابات الأداء التي يمكن فتحها لدى مؤسسات الأداء، يتعلق الأمر بحساب أداء بسقف قدره 200 درهم، ويتطلب فتح هذا النوع من الحساب فقط إدخال رقم الهاتف على تطبيق الأداء بالهاتف المحمول الخاص بمؤسسة الأداء التي تم اختيارها.
ويكمن النوع الثاني في حساب أداء مسقف في مبلغ 5 آلاف درهم، ويجب، إلى جانب رقم الهاتف، إرسال صورة من بطاقة التعريف الوطنية إلى مؤسسة الأداء.
أما النوع الثالث فيهم حساب أداء مسقف في مبلغ 20 ألف درهم، ويعتبر التوجه إلى وكالة مؤسسة الأداء أو المؤسسة البنكية ضروريا للقيام بالتدابير اللازمة لفتح هذا النوع من الحساب، والمتمثلة في الأداء ببطاقة التعريف الرسمية ورقم الهاتف الذي ستستند إليه المحفظة الإلكترونية.
كما يمكن تزويد حساب الأداء هذا بإيداع النقود فيه أو بإنجاز تحويل للأموال من حساب بنكي أو من أي حساب أداء آخر.
وأكد بنك المغرب أن هذه الخدمة تتيح لجميع المستخدمين تنفيذ مجموعة من العمليات بأمان كامل.
وعزا الأكاديمي والمحلل الاقتصادي محمد جدري عدم تسجيل إقبال مهم للمغاربة على هذه الوسيلة لمجموعة من الأسباب؛ على رأسها ضعف نسبة “الاستبناك”، موضحا أن هذه النسبة مازالت ضعيفة في المغرب إذ لا يمتلك عدد كبير من المغاربة حسابا بنكيا (حوالي 16 مليون حساب بنكي فقط).
أما السبب الثاني، فيعود وفق جدري، إلى عدم ثقة شريحة كبيرة من المغاربة في الأداء عبر الوسائل التكنولوجية وعبر الانترنيت، إذ يعتبرون أن هذه التقنيات غير آمنة ويمكن أن تفقدهم أموالهم، مبرزا أن نسبة كبيرة من الأسر تفضل استعمال “الكاش”.
ويكمن السبب الثالث وراء عدم الإقبال على الأداء عبر الهاتف حسب المحلل الاقتصادي، في التخوف من أداء رسوم إضافية، موضحا أن الرسوم الإضافية عند الأداء التي كانت تطبق من قبل، لم تكن تشجع على استعمال هذه الوسيلة، وهو الأمر الذي تم إلغاؤه من أجل تشجيع كل من يتوفر على هاتف ذكي على المضي في هذا الاتجاه.
من جهة أخرى، أكد الأكاديمي والخبير الاقتصادي، أن عدم توفر جهاز الأداء عبر الهاتف عند جميع المحلات التجارية على غرار جهاز TPE الذي يسمح بالأداء عبر البطاقة البنكية يعد عائقا أمام تطور هذه التقنية، إضافة إلى “بعض التعقيدات التي يجب التخفيف منها وتحسيس المواطنين بكيفية استعمالها والتأكيد على أن هذا الأداء آمن ومجاني”.
وللأداء بواسطة المحفظة الإلكترونية لدى التجار، يجب التوفر على علامة “ماروك باي” ويمكن في هذه الحالة إدخال رقم هاتف التاجر انطلاقا من التطبيق، ركن أداء التجار، أو تصوير رمرز QR الظاهر عند التاجر.
وتطرق جدري، في تصريحه إلى بعض التحفيزات التي يمكن اعتمادها للتقليل من تداول النقود وتشجيع المغاربة على استعمال الهواتف الذكية في الأداء، من بينها النموذج الذي اعتمدته دولة كينيا التي تعد الدولة الأولى على المستوى العالمي في استعمال الهاتف النقال في الأداء عبر الهاتف.