الجمعة 16/2/2024
يعدّ البوغنديون النصف الثاني من القرن 19 بداية وصول الإسلام إلى مملكتهم، وكان ذلك في عهد كاباكا موتيسا الأول في 1876، الذي استقبل تجارا عربا قدِموا من الشمال، وأسهموا في نشر الإسلام بين السكان. وغالبا ما كان موتيسا الأول يستقبلهم في قصره، وفي 1877 صام شهر رمضان بعد اعتناقه الإسلام.
ويعدّ كاباكا موتيسا الأول من أبرز الملوك الذين حكموا بوغندا، وهذا ما يؤيده البروفسور كيوانوكا. ثم خلفه كاباكا موانغا الثاني، الذي قاتل الاستعمار البريطاني وحكم لفترتين ما بين 1884-1888 ثم 1889-1897 ويعتقد أنه الشخصية نفسها التي يسميها باقي المسلمين في أوغندا “كاباكا نوهو كالما”.
“يدل اسم بوغندا على رِزمة من الأغصان المرصوصة بجانب بعضها، ومن هذا التشبيه ربما يمكنني أن أقرّب لك فكرة بقاء مملكة بوغندا”، هكذا فسّر المؤرخ صمود بوغندا أثناء حقبة الاستعمار.
ويضيف “يتميز شعبنا بتعدد الأديان، هناك من يؤمنون بالمسيحية، وآخرون مسلمون أو من بقوا على الديانة الوثنية القديمة،
بعد محاولات مخفقة للإفلات من قبضة المستعمر البريطاني، خضعت بوغندا لما سُمي بـ”الحماية البريطانية” في 1884، آنذاك أطلقت بريطانيا اسم “أوغندا” على المملكة، وهو اشتقاق الاسم من المصطلح السواحيلي.
يلخّص البروفسور كيوانوكا تاريخ ملوك بوغندا مع المستعمرين، فيقول “إن كاباكا المسلم موانغا الثاني، قاتل في البداية القوات البريطانية، إلا أن جيشه المحدود لم يتمكن من الصمود أمام قوة الإمبراطورية، فوقع في الأسر ونُفي إلى سيشيل ومات في زنزانته خارج أرضه، لذا تعارفت المصادر البوغندية، وكذلك المفتون على تسميته الملك الشهيد”.
ميلتون أوبوتي رئاسة الحكومة مررنا بأخطر مراحل وجودنا، هاجمت قواته القصر الملكي في 1966 وكادت أن تقتل الملك، ثم علّق أوبوتي العمل بالدستور وألغى كل الممالك، وحتى اليوم لم نغفر له فعلته هذه”.
ويضيف “عاصرنا حكم عيدي أمين دادا، وشهدنا إلغاء المؤسسات الثقافية، لكن البوغندا ظلوا صامدين ملتفين حول ملكهم”، حتى تسلّم الرئيس الحالي يوري موسيفيني الحكم، فأعطى الدستور التأسيسي لأوغندا 4 ممالك تقليدية، ومنها مملكة بوغندا، منزلة اتحادية داخل الحكومة. واختير كاباكا موتيسا الثاني، ملكا لبوغندا وتولى العرش في 1993 بوصفه الملك 36 للمملكة.