الجمعة 16/2/2024
تحتل وسائل التواصل الاجتماعي حيزا مهما في الحياة اليومية للمغاربة، حتى بات من الصعب الاستغناء عنها، خصوصا وأن تمكنهم من الاطلاع بشكل واسع على الأخبار والمستجدات الحصرية حول مختلف اصقاع العالم .
والواقع، أن التشكيك في الفوائد العديدة لهذه الشبكات الاجتماعية بات غير ممكن، سيما ما يتعلق بالتواصل والتعايش الاجتماعي والتشبيك وتخفيف العزلة، لكن ماذا عن خطورتها خصوصا على الصحة النفسية للمغاربة؟
وفقا للعديد من الخبراء، يشكل استخدام منصات التواصل الاجتماعي اشكالية حين يكون له عواقب سلبية على الصحة النفسية للأفراد، إذ يمكن أن تتسبب في بروز ظواهر عديدة كالمقارنات الاجتماعية الدائمة، والضغط الذي يشعر به الشخص للحفاظ على صورة مثالية، وترقب ردود الأفعال الإيجابية، وكلها ظواهر يمكن أن تتسبب في مشاكل نفسية كالقلق والاكتئاب وتدني تقدير الذات.
وفي هذا الصدد، يؤكد أخصائي الأمراض النفسية، آدم لهادي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن اللحظة التي يصبح فيها استخدام وسائل التواصل الاجتماعي اشكالية تعتمد كذلك على وتيرة استخدامها وحدة آثارها السلبية على الصحة النفسية، منبها إلى ضرورة استخدام معقلن ومتوازن لهذه المنصات.
وأوضح الدكتور الهادي أن هذه المقارنة الاجتماعية الدائمة، الناتجة عن تسليط الضوء على اللحظات الايجابية والنجاحات من قبل المستخدمين، يمكن أن تولد “مشاعر عدم الاكتفاء و القصور”.
وأضاف أن “السعي الدائم إلى الاكتفاء واليقين من خلال الإعجابات والتعليقات يمكن أن يؤدي إلى إدمان البحث عن الاعتراف عبر الإنترنت، وهو ما يضعف إدراك الشخص بقيمته”، منبها إلى أن التعرض المفرط للمحتوى السلبي كالعنف والتمييز يمكن أن يكون له آثار نفسية خطيرة.
وفيما يتعلق بالفئات الأكثر تضررا من انزلاقات المنصات الاجتماعية، فيمكن اعتبار النساء أول الضحايا نظرا للمشاعر المعقدة وشعورهن بالدونية الذي ينشأ لديهن بسبب الانفلاتات العديدة التي تظهر على هذه المنصات.