الإثنين 19/2/2024
المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، يدق ناقوس الخطر في تقريره الأخير حول “زواج الطفلات وتأثيراته الضارة على وضعهن الاقتصادي والاجتماعي”، من العديد من المخاطر الصحية التي تهدد حياة الطفلات المتزوجات وأطفالهن، داعيا إلى الإسراع بوضع حد لتزويج الأطفال .
وفي هذا الإطار، أبرز رأي المجلس، الذي أعده بناء على إحالة من رئيس مجلس النواب حول الموضوع، أن الطفلات المتزوجات يتعرضن لمخاطر مرتفعة متعلقة بالمضاعفات المرتبطة بالحمل والولادة، بحيث تتعرض الأمهات المراهقات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 10 و19 سنة لقدر أعلى من احتمالات الإصابة بتسمم الحمل والتهاب بطانة الرحم النفاسي وأنواع العدوى الجهازية، مقارنة بالنساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 20 و24 سنة، حسب معطيات منظمة الصحة العالمية.
ويواجه أطفال الأمهات المراهقات قدرا أعلى من احتمالات انخفاض الوزن عند الولادة، والولادة المبكرة، والاعتلالات الوليدية الوخيمة.
وعلى الصعيد الوطني، يلاحظ، وفق رأي المجلس، أن 32 في المائة من الطفلات المتزوجات لديهن طفل واحد أو أكثر، وذلك رغم أن وزارة الصحة تعتبر أن الحمل قبل سن 18 ينطوي على مخاطر صحية عالية.
وينضاف إلى هذا الأمر، يضيف المجلس الاقتصادي في رأيه، المخاطر الصحية التي تهدد المراهقات وأطفالهن بسبب عدم المباعدة بين الولادات، فحسب منظمة الصحة العالمية “يقي استخدام وسائل منع الحمل من المخاطر الصحية المرتبطة بالحمل بالنسبة للنساء، خاصة بالنسبة للمراهقات”.
وحسب المسح الوطني حول السكان وصحة الأسرة الذي يعود لسنة 2018، النساء المتزوجات المنتميات للفئة العمرية 15-19 سنة، يعتبرن أقل الفئات لجوءً لاستخدام وسائل تنظيم الأسرة، بحيث لا تستعمل 50 في المائة منهن وسيلة من وسائل منع الحمل.
على صعيد آخر، كشفت الدراسة التشخيصية التي أنجزتها رئاسة النيابة العامة بإقليم أزيلال، أن حوالي ثلث النساء (26,7 في المائة)، المشمولات بالدراسة أنجبن بالمنزل، “وهو ما يزيد حدة مخاطر الوفاة أو وفاة الرضيع التي يتعرضن لها هؤلاء النسوة، علما أن حملهن في تلك السن ينطوي على درجة عالية من الخطورة”.
ورغم أن معدل وفيات الأمهات سجل انخفاضا، بحيث تراجع من 112 وفاة لكل 100 ألف ولادة خلال 2009-2010 إلى 72,6 وفاة لكل 100 ألف ولادة في الفترة 2015-2016، إلا أنه، وفق معطيات المجلس، مازال مرتفعا في الوسط القروي؛ إذ يصل إلى 111,1 حالة وفاة لكل 100 ألف ولادة حية.
ويرى المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أنه من المفيد دراسة ما إذا كانت هناك علاقة بين وفيات الأمهات والزواج المبكر، لا سيما أن المعطيات في هذا الشأن غير متوفرة حاليا، وذلك بالنظر لكون عدد حالات زواج القاصر أعلى في الوسط القروي.
أما بخصوص الأطفال، سجل رأي المجلس ارتفاعا في حالات الوفيات قبل الولادة ووفيات حديثي الولادة والرضع والأطفال، إذ تشير المعطيات المتوفرة إلى ارتفاع في وفيات حديثي الولادة عندما يكون سن الأم عند الولادة أقل من 25 سنة (14,9 في الألف، مقابل 13,56 في الألف كمتوسط وطني)، ووفيات الرضع )20,6 في الألف، مقابل 18 في الألف كمتوسط وطني) ووفيات الرضع والأطفال (24,3 في الألف، مقابل 22,16 في الألف كمتوسط وطني).
كما أن معدل المواليد الموتى ووفيات حديثي الولادة مرتفع بشكل كبير لدى أطفال النساء اللواتي يقل عمرهن عن 20 سنة، إذ يبلغ هذا المعدل 105,4 في الألف، مقابل 24,9 في الألف على المستوى الوطني.