الثلاثاء2/4/2024
أبرز عبد الواحد أولاد مولود، الباحث في العلاقات الدولية والمتخصص في الشأن الإفريقي، أن دعوة جلالة الملك محمد السادس، كقائد الدولة الوحيد من خارج المنطقة، لحضور حفل أداء اليمين الدستورية وتنصيب الرئيس المنتخب لجمهورية السينغال، باسيرو ديوماي فاي، اليوم الثلاثاء بديامنياديو قرب دكار، هي دعوة “استثنائية” ولها دلالات عدة ويمكن قراءتها من عدة جوانب.
ويرى أولاد مولود أن الدعوة جاءت بناء على أبعاد عديدة، أولها البعد الجغرافي لأن السنغال تعتمد على المغرب دائما لولوج أوروبا، والمغرب يعتمد بدوره عليها في منطقة الساحل الإفريقي.
بُعد آخر يتجلى في ما هو تاريخي، إذ قال إن العلاقات المغربية السنغالية ليست كعلاقة السنغال ببعض الدول، حيث إن التاريخ يتحدث عن علاقات وطيدة منذ عهد دولة المرابطين، والمغرب دائما يدعم السنغال تاريخيا، والعكس صحيح، وبالتالي العلاقات الضاربة في التاريخ وطيدة جدا.
البعد الثالث الذي يمكن أن يُبرز دلالات الدعوة، في نظره، هو البعد الديني والمشروعية الدينية لإمارة المؤمنين في إفريقيا، شارحا أن إمارة المؤمنين حاضرة دائما في تنصيب الرؤساء خاصة دول إفريقيا جنوب الصحراء.
وقال: “هذا الاستثناء يؤكد الأهمية التي توليها السنغال للحضور المغربي في الملتقيات الكبرى، وبالتالي هذا تحصيل حاصل لما يقوم به المغرب، لأنه يتعامل بحيادية على مستوى الانتقال الديمقراطي، والعلاقات الوطيدة مع الرئيس السابق وملامح استمرارية هذه العلاقة تحصيل حاصل للتعامل المغربي مع الدول الإفريقية”.
وتابع قائلا إن السنغال من الدول الداعمة للوحدة الترابية للمغرب، وهذه الدعوة ليست مفاجئة”.
ولفت عبد الواحد أولاد مولود إلى أن جلالة الملك زار السنغال ثماني مرات، وهذا يعكس الاهتمام الخاص الذي يوليه للعلاقات بين البلدين ويريد إعطاءها زخما جديدا.
وجرت مراسم أداء اليمين وتنصيب الرئيس السينغالي الجديد، بحضور العديد من رؤساء الدول، ورؤساء مفوضيات الاتحاد الأفريقي، والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، والاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا.
وأصبح باسيرو ديوماي فاي، الذي فاز في الانتخابات الرئاسية في جولتها الأولى، التي جرت في 24 مارس الماضي، بنسبة 54.28 في المئة من الأصوات، متقدما بفارق كبير على المرشح أمادو با (35.79 في المئة)، خامس رئيس للسينغال، منذ استقلالها سنة 1960.
