الرئيسيةمجتمع

“مدارس الريادة” مكسب تربوي

 

قدم المرصد الوطني للتنمية البشرية، نتائج البحث الميداني حول المرحلة التجريبية لبرنامج “مدارس الريادة”، مبرزا أن هذا البرنامج يعد مكسبا تربويا وجب تثمين نتائجه الإيجابية الأولية، إلا أنه لا يخلو من التحديات.

أظهرت نتائج البحث الميداني التي قدمها عثمان كاير رئيس المرصد الوطني للتنمية البشرية، في ندوة صحفية، وجود اتفاق لدى غالبية المشاركين في البحث على ضرورة تحصين مكتسبات هذا البرنامج باعتباره رهانا جماعيا للنهوض بالمدرسة العمومية خلال السنوات المقبلة.

إصلاح تربوي

كما أجمع المشاركون من أطر تربوية وإدارية وتلاميذ وأولياء على أن الإصلاح التربوي قد بدأ يلج قاعة الدرس، وأصبح واقعا يوميا يمارس بمنطق مبني على التسلسل المتدرج الذي يغري على التتبع والمحفز الجماعي على المثابرة في تحصيل النجاعة المطلوبة المقدرة على الوقع التربوي الإيجابي لدى الطفل المتعلم.

وخلص البحث إلى “حصول وعي لدى الأطر التربوية سواء الأساتذة أو المفتشين على أن القاعدة المثالية لإنجاح تحديات البرنامج تكمن في التعبئة الجماعية والقبول بضرورة الثقة في جدوى الإصلاح وما تستلزمه هذه الثقة من تغيير ثقافي لمنظور العملية التربوية”.

وترجع الرغبة في الانخراط في إنجاح رهانات برنامج “مدارس الريادة”، حسب ما جاء في إجابات المساهمات والمساهمين في البحث الميداني إلى أن هذه المدارس أصبحت فضاء يغري على الاجتهاد بفضل التجهيزات والإصلاحات التي تمت بها، كما تحفز طريقة إدارة الدرس على الانخراط فيه.

وأشاروا كذلك، وفق نتائج البحث، إلى الاستماع الإيجابي للمتعلم والتفاعل البناء مع حاجياته لتحسين مهاراته ومداركه التعلمية، فضلا عن حصول رغبة في المدرسة لدى التلاميذ؛ خاصة عند أولائك الذين يواجهون تعثرات تعلمية في بعض المواد الأساسية، والإحساس بالاستمتاع بالوجود داخل القسم.

ومن بين إيجابيات البرنامج التي تم التعبير عنها، الإحساس بالأمان لدى الأساتذة في علاقتهم بمستلزمات المراقبة التربوية الروتينية، بحيث هناك تحول بين علاقة الأستاذ والمفتش، إذ أصبحت علاقة تعاون مشترك وبناء مضامين تربوية في إطار هذا البرنامج.

تحسين مردودية الاكتساب لدى التلميذ

من جهة أخرى، تطرق المشاركون، في البحث الذي استند على محاورة الفاعلين داخل عينة من 10 مدارس، تم اختيارها عبر عملية قرعة، مشكلة من 5 مدارس شملتها المرحلة التجريبية لبرنامج مدارس الريادة، و5 أخرى غير معنية بالمرحلة التجريبية، إلى التركيز على تجويد وتحسين مردودية الاكتساب لدى التلميذ.

وأبرز أن هذا الأمر جعل منظور التغيير المنشود من الإصلاح التربوي يتحول من منطق تحقيق العدالة المشروطة بالمساواة في الاكتساب وفي التحصيل إلى منطق العدالة المرهونة بإنصاف المتعثرين وفق تصور يوافق أحد القيم الكونية التي تتأسس عليها أهداف التنمية المستدامة 2030، حيث المبدأ الموجه لكل إصلاح تربوي عميق هو ألا يترك أحد جانبا.

كما تمت الإشادة بالتواصل المبني على القرب وعلى التفاعل الآلي مع الحاجة للمواكبة وللمعلومة سواء لدى الأستاذ أو لدى التلميذ أو لدى أوليائه، وأن البرنامج سمح بالاستئناس بالتكنولوجية الرقمية في التواصل بين الأستاذ والمفتش المواكب، وفي إعداد وتقديم الدرس حفز الأستاذ على تنويع أدوات الشرح واختبار مهارتي الفهم والاستيعاب لدى التلاميذ، كما مكن التلميذ من التركيز على المشاركة داخل القسم.

الثقة في قدرات الأستاذ

وتوصل البحث كذلك لوجود فرق ظاهر للعيان في المزاج العام بين المدرسة المحتضنة للبرنامج وبين المدرسة التي ماتزال تعتمد المقاربة التربوية المعيارية التقليدية، موجزه أن محفزات العناية والاهتمام بالأثر التربوي على مستوى التعلمات لدى التلميذ متوفرة أكثر داخل المؤسسة المحتضنة لبرنامج مدارس الريادة.

وأظهرت تجربة اللقاءات التناظرية بين أساتذة المؤسسات المحتضنة لتجربة البرنامج والمؤسسات الأخرى، أن الثقة في قدرات الأستاذ داخل برنامج “مدارس الريادة” جعلت منه ميسرا للتغيير ومرافعا عليه، كما جعلت منه آلية ناجعة لتحسيس وتكوين الأقران.

يشار إلى أن البحث الميداني الذي أنجزه المرصد الوطني للتنمية البشرية في إحالة من لدن وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، استند على منهجية تقوم على إجراء لقاءات حوارية فردية مع عينة عشوائية من الأساتذة والتلاميذ وأوليائهم، وإجراء لقاءات حوارية جماعية داخل المؤسسة التعليمية المعنية مع الأساتذة بمختلف المستويات الدراسية، وإجراء لقاء تناظري في نهاية كل مرحلة من المراحل الخمس للبحث بين أساتذة المؤسسات المستفيدة من برنامج مدارس الريادة ونظرائهم من المؤسسات غير المعنية.

Tv6plus

موقع إخباري برؤية إيجابية، في مجالات متنوعة ومختلفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى